عقدت
الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب مؤتمر "مبادرات المجتمع المحلي في بناء السلم الاهلي في بعلبك الهرمل" في قاعة تموز في بعلبك، في حضور مطران بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال، مفتي بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، المقدم يوسف مركيز ممثلا مدير عام الامن العام، الملازم اول حسين ايوب ممثلا مدير عام قوى الامن الداخلي، مؤسس
جمعية الدراسات الدكتور رامي اللقيس، ممثلي المؤسسات والهيئات الدولية والمحلية، رؤساء بلديات، مخاتير، مدراء مدارس وفعاليات.
بعد النشيد الوطني، اعتبر المحامي صلاح زعيتر ان "المؤتمر يهدف الى تعزيز ونشر ثقافة الحوار وتفعيل وتنسيق مبادرات السلم الاهلي المحلية كما يوفر اطار في ايجاد الوسائل والآليات اللازمة لبناء سلم اهلي طويل الامد".
ثم تحدث الدكتور رامي اللقيس فاشار الى اننا نلتقي اليوم لاننا نستشعر الخطر ونشهد البعد المتنامي بين ابناء المجتمع الواحد، فمؤتمرنا ينطلق من خلفية مدنية سياسية وعلمية في قراءة الازمات المحلّية والعمل على معالجتها خصوصا اننا نعيش ازمة سياسية حادّة تنعكس سلبا في العلاقات الاجتماعية المحلّية، تعقّد مشاكل الحياة الاساسية، من اجتماعية، اقتصادية وثقافية، وتزيد المجتمع هشاشة فيصبح غير متماسك تتكاثر فيه الاجزاء فتضعف امام الجاذبية الاقليمية مما يزيد الوضع تأزما".
واضاف ان غياب التماسك الاجتماعي الذي يفترض ان تصنعه ثقافة المواطنة والانتماء يزيد من نمو هويات خاصة للتركيبات العائلية والطائفية والسياسية المحلّية، اذ تصبح هذه الهويات نواة الانقسامات ووقود الاقتتال في فترات الازمات السياسية. من هنا كانت الدعوة للعمل من اجل بناء السلم الاهلي، تفاديا للحرب واستخدام الوسائل العنفية في الصراع، وليس فقط من اجل المصالحة وحل النزاع لان السلم الاهلي عملية نفسية، اجتماعية، سياسية واقتصادية تعتمد على معالجة قضايا على مستوى السلطة او القوة السياسية من خلال تعديل ثقافة السلطة في المجتمع فالمجتمعات الابوية التي تقلّص مساحة المشاركة في القرارات اقرب الى الصراعات الدامية والعنف لان الصراع على السلطة والمشاركة لا يتحقق الا باستخدام القوة، وعلى المستوى المعيشي فان السلم الاهلي مرتبط بالواقع الاقتصادي ومتأثر به، ينمو ويتطور في اقتصاديات تؤمن الحقوق المعيشية الاساسية بشكل عادل وفعّال، فالفقر والبطالة عدّوان لدودان للسلم، اذ ان قدرة الخطاب التقسيمي اقوى في المجتمعات الفقيرة التي يتم استغلالها بشتى العناوين، وعلى مستوى القانون فانه في المجتمعات التي يسودها السلم تصنع القوانين وتستخدم من اجل تحقيق العدالة لان تحقيق المساواة وتعزيز ثقافة القانون واهمية احترامها يحقق مصالح الناس و الفئات والاجناس فيصبحوا مواطنين اصحاب حقوق متساوية مشاركين بمسؤولية في بناء الوطن.
واضاف اللقيس فانه على مستوى الامن والأمان فان السلم الاهلي يستمر حين لا يعيش ابناء المجتمع الواحد حالة الخوف من بعضهم البعض، وتسود ثقافة الاعتماد على الذات من اجل الدفاع على النفس، وهنا يجب ان تعمل الدولة باجهزتها كافة على تحقيق وتفعيل الامن على المستويين المادي والنفسي، ويجب ان يعمل ابناء المجتمع على اعلاء شأن اجهزة الدولة الامنية ودعمها لكي تبقى الاساس في حماية السلم الاهلي وحماية ابناء المجتمع كافة بالتساوي.
وختم بالاشارة الى ان المجتمع الذي يجاهد ليصنع مواطنا يحترم قانونا ليحفظ وطنا وسلمه الاهلي وهذا المجتمع الذي يطلق المبادرة تلو الاخرى وواحدة هي مبادرتنا اليوم لانها تعتبر ان دينامية التغيير تكمن في المدنية، وقوة التغيير تحقق سلما" اجتماعيا" يحفظ قيم المجتمع وكرامة الانسان.
وألقت يولا شولز كلمة مجلس التعاون الالماني فقالت: "هذا البرنامج الذي استحدث كبديل غير عسكري للتعامل مع النزاعات مبني على فهم للنزاع كظاهرة سلبية، وعملنا ينصب بشكل اساسي لدعم المبادرات المحلية في عملها على بناء السلم الاهلي".
بدوره، قدم الخبير في برنامج السلم الاهلي فادي ابي علام صورة عامة حول برنامج السلم الاهلي في لبنان فأشار الى أن "أي مقاربة موضوعية لبناء السلام في لبنان يجب أن تبنى على حكمين أساسيين الأول على الماضي (عبثية الحرب) والثاني على المستقبل (حتمية المصير المشترك) وهذه المقاربة يمكن تلخيصها بالعمل على تعزيز هيبة الدولة واحترام قوانينها وسائر مؤسساتها الأمنية والإداري والعمل على تقييم وإصلاح النظام السياسي القائم على قاعدة إحترام حقوق الإنسان والأخذ بخصوصية المجتمع اللبناني المتنوع طائفيا والتوعية وبناء القدرات في مجال حل النزاعات سلميا واللاعنف لمختلف القوى الحية في المجتمع اللبناني وترسيخ أواصر العلاقات الإجتماعية بين مختلف الفئات التي كانت عرضة لأعمال عنيفة أثناء الحرب".
وتناول العميد المتقاعد حسين اللقيس "القيم والثقافة المحلية ودورها في بناء السلم الاهلي"، فقدم مجموعة من الإجراءات المقترحة للعمل على تخفيف حدة الخلافات ومنها: "تسهيل التدخل الفوري والحازم والحكيم لرجال الامن وتفعيل دور السلطة الأمني، والتدخل السريع لفعاليات المجتمع المدني لتلافي وحصر التداعيات المذهبية للخلافات وابعاد الطابع المذهبي عنها، واحياء عمل لجان المصالحة المحلية، والمعالجة القضائية العادلة".
وقدم مفتي بعلبك-الهرمل رؤية عن دور رجال الدين والمؤسسات الدينية في بناء السلم الاهلي، فأشار الى ان " هذه المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على الدولة ولكن في ظل غياب شبه كامل ومعالجات مجتزأة وغلبة العلاقات الشخصية والمصالح تجعل المواطن عديم الإيمان بالدولة، مؤمنا بأن الوصول إلى حقه لا يكون إلا بالواسطة والقوة".
ورأى ان "الأمن في مقدمة حقوق الإنسان، فلا يتمتع الإنسان بنعمة الصحة التي قد يفقدها بسبب إنعدام الأمن، وبذلك يكون الأمن الإجتماعي والسلم الأهلي في أعلى مراتب ودرجات حقوق الإنسان التي ينبغي أن تتحقق له على أرض الواقع في مجتمعه".
واشار الى ان "الخطاب الديني المرشد له الدور الأكبر في التأثير على أيديولوجية التفكير، فالمؤسسة يجب أن تبقى الخيمة التي يستظل تحتها الجميع والكهف الذي يأوي إليه الجميع عند إشتداد العواصف وكثرة الرعود والتركيز على عدم وقوفها إلى جانب طرف من الأطراف السياسية المتصارعة التي تحتكم غالبا إلى مصالحها لا إلى مبادئها، وتعتبر أن الغاية تبرر الوسيلة وتقتات على الطائفية والمذهبية".
وتناول الدكتور اكرم ياغي دور البلديات في السلم الاهلي، فلفت الى ان "دور البلديات في ترميم السلم الأهلي يحتاج إلى جهد ومتابعة ولجان متخصصة، إلا أن المشكلة التي لا تستطيع البلدية مواجهتها بمفردها ويحتاج الأمر إلى تكاتف كل الجهود لمعالجتها، هي مشكلة التنمية بكل أبعادها وأولها مكافحة الفقر الذي يعتبر أسوأ أشكال العنف والكفر الإجتماعي وهو السبب والمسبب للغلو في الأفكار وصولا إلى الخروج عن المجتمع".
ورأى أن "المجالس البلدية بحاجة إلى التدريب المستمر للإرتقاء بها ومعها إلى ما نطمح".
وقدم المربي جورج صيقلي دور المؤسسات التربوية في بناء السلم الاهلي، فاعتبر ان "في الدولة اللبنانية لا يوجد وزارة تربية فعلية بل مؤسسات تعليمية".
كما شرحت صونيا نكد باسم UNDP المشاريع التي تقدمها المؤسسات الدولية ودورها في دعم مبادرات السلم الاهلي في لبنان.
ثم عقدت طاولات نقاش مستديرة خرجت بالتوصيات التالية:
دور الجمعيات في بناء السلم الاهلي:
1- الطلب من المؤسسات الدولية والدول المانحة العمل مع الجمعيات المحلية في تنفيذ مشاريعها
2- الطلب من المؤسسات الدولية تنفيذ مشاريع تدريب الجمعيات على طرق ووسائل حل النزاع بالطريقة السلمية وبناء السلم الاهلي.
3- الشراكة بين الجمعيات المحلية والمؤسسات الدولية في تنفيذ مشاريع انتاجية تساعد العائلات اللبنانية الفقيرة
4- انشاء اتحاد او ائتنلاف للجمعيات المحلية مختص في تنفيذ مشاريع تخدم حماية السلم الاهلي
5- تنفيذ مشاريع ثقافية ورياضية وكشفية تجمع الشباب من كافة شرائح المجتمع تتضمن ورش عمل مستمرة حول مفهوم المواطنية والسلم الاهلي
6- انشاء مراكز مختصة في تدريب اسس ووسائل وطرق حماية السلم الاهلي والحوار وتقبل الاخر
7- تشكيل لجنة مشتركة من الجمعيات الاهلية المحلية للتواصل مع المؤسسات الدولية للمطالبة بتمويل مشاريع تخدم السلم الاهلي
8- دعم المؤسسات الدولية للجمعيات الزراعية وللمزارعين بالمواد الاولية بالتعاون مع وزارة الزراعة والجمعيات المحلية ومساعدتها في تسويق انتاجها.
9- تعزيز الثقة بين مكونات المجتمع ودعم المبادرات المحلية الرامية لتحقيق التعايش السلمي
10- تنفيذ مشاريع خاصة للسيدات تعمل على زيادة دخلهم مما يساعد في زيادة دخل الاسرة يتخللها ورش عمل حول السلم الاهلي
دور المؤسسات التربوية في بناء السلم الاهلي:
1- عدم استعمال المدرسة كمنبر لبث الافكار التي تزيد التعصب والتشنج
2- الطلب من لجنة التربية خطة استراتيجية (برامج) تلحظ بها التنشئة الصحيحة لدى الطلاب (حل النزاعات-التسامح...)
3- تدريب الاساتذة على طرق حل النزاعات بالوسائل السلمية
4- الاستفادة من الاعياد لدمج المدارس في الانشطة والبرامج الترفيهية
5- محاضرات وندوات في المدارس (عن حل النزاعات-التسامح) بمشاركة اخصائيين
6- نغيير اسماء المدارس من اسماء دينية الى اسماء وطنية
7- تنفيذ حصة اسبوعية تسمى خدمة مدنية
8- تدريب مجالس الاهل على وسائل السلم الاهلي والتسامح
9- تفعيل انشطة بين المدارس (رياضية – تربوية – كشفية – ترفيهية)
10- تدريب الطلاب على الفرق بين مفهوم الخلاف والاختلاف
11- تنفيذ انشطة بين الجامعات خاصة ذات اللون الواحد
12- التعاون بين الجامعات
13- وضع خطة تشمل المدارس تعرف الطالب على الحقوق والواجبات
14- تطبيق القانون الذي يلزم الاهالي بتعليم اولادهم
15- تنفيذ امتحانات تجريبية بين المدارس
16- تبادل الدروس بين الطلاب في المدارس في الاعياد الدينية
17- رحلات ترفيهية تشارك فيها المدارس والبلديات للتعرف على عادات المناطق الاخرى (تقارب ثقافي)
18- مراقبة الاهل للأولاد وتوعيتهم (ندوات توعية للأهل ) على مواكبة الطلاب (tv - نشاطات)
19- انشطة في المدارس عن السلم الاهلي (رسم – بطاقات ...)
20- تكليف لجنة (من المدارس – الجامعات – المعاهد – البلديات) تتابع عملية تعزيز السلم الاهلي ونشر ثقافته
دور البلديات في بناء السلم الاهلي:
1- انشاء لجان تهتم ببناء السلم الاهلي ودعم لجان موجودة تضم بالاضافة الى البلديات، ممثلي المجتمع الاهلي والمحلي
2- تعزيز التفاعل بين المجتمع المدني والبلديات من خلال دعم البلديات لمبادرات بناء السلم الاهلي التي تقوم بها الجمعيات
3- محاضرات وندوات ولقاءات حول السلم الاهلي
4- قيام البلديات بمبادرة تنسيقية بين مؤسسات المجتمع الدولي والمجتمع المدني العاملة في مجال بناء السلام
5- تلبية احتياجات الاهالي (نتيجة دراسة الاحتياجات الحقيقية للمواطن)
6- التشبيك بين البلديات عبر تنظيم لقاءات دورية ومشاريع مشتركة تهدف الى بناء السلم الاهلي (مخيمات صيفية- حفلات- نشاطات ثقافية- رحلات تعارف- دورات رياضية)
7- دعم برامج تربوية في المدارس تهدف الى بناء السلم الاهلي عبر انشطة توعوية وثقافية واجتماعية
8- انشاء لجنة بلدية تضم الرئيس والاعضاء تقوم بدور اصلاحي اجتماعي مع مراعاة القانون
دور رجال الدين والمؤسسات الدينية في بناء السلم الاهلي:
1- تعديل عمل لجنة الاصلاح على ان لا يؤثر عملها على السلطة الامنية والقانونية
2- عقد مؤتمر للاصلاح الانتخابي والاصلاح السياسي
3- مساعدة رجال الامن في حال وقوع اشكالات لناحية التبليغ
4- اجراء زيارات اجتماعية بين المتخاصمين
5- تنفيذ حملات توعية وتثقيفية عن خطورة الحرب الاهلية واستذكار كوترثها
6- التركيز على الدور الايجابي للاعلام
7- زيارات بين مختلف المذاهب اثناء المناسبات الاجتماعية
8-ندوات وانشطة بين شباب من مختلف المذاهب للتعرف والتوعية بحضور واشراف رجال الدين
9-احياء مناسبات دينية مشتركة جامعة
10-ضبط الخطاب الديني لرجال الدين
11-انشاء صفحة فايسبوك جامعة وتسويقها ونشرها
12-تعديل مادة التربية الدينية لتكن متوافقة ومشتركة لكي يهتم بها كل التلاميذ في المدارس المتنوعة المذاهب، والا الغاؤها اذا احدثت اي اشكال بين الطلاب