ضمن مشروع "تمكين المرأة سياسياً" الذي تنفذه الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب بالتعاون مع سفارة مملكة هولندا أقيمت ندوة بعنوان "حقوق المرأة: واقع وتحديات" في مركز الجمعية في الهرمل للناشطة في مجال حقوق المرأة المحامية منار زعيتربحضور حشد من الفعاليات
بعد النشيد الوطني اللبناني القت لينا أيوب كلمة باسم المشاركات في المشروع شكرت فيها الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب لإهتمامها بمشاريع تخدم المرأة و تعمل على مدّها بأسباب القوة لتصبح أكثر فعالية في مجتمعها كما شكرت سفارة مملكة هولندا لدعمها هذا المشروع.
ثم بدأت المحامية زعيتر الكلام بطرح فكرة "أنّ الرجل والمرأة مدعوان للتعاون معاً لحل مشاكل الانسان , خصوصاً أنّ هناك مشاكل وتحديات كبرى تتناول الإنسان في كل دولة على حدا بالإضافة للمشكلات العالمية التي تشكّل تهديداً للبشرية جمعاء ثمّ تتطرقت إلى ضرورة مساهمة المرأة في إتّخاذ القرار وذلك عن طريق المشاركة الفعّالة في العملية السياسية و خصوصاً لناحية العدد والمواقع المهمّة.
عن واقع المرأة في لبنان أشارت زعيتر أنه دون ما تقتضيه شرعة حقوق الإنسان، بحيث تتقاعس الدولة اللبنانية عن القيام بدورها في الإرتقاء بأوضاع النساء، وهي تسهم في إستمرار دائرة التمييز والعنف الممارسين بوجه النساء برفضها تعديل القوانين التمييزية بحق النساء وإستحداث تشريعات تحمي النساء من العنف الممارس بحقهن، لأن هاتين الظاهرتين هما نتاج بنية إجتماعية تاريخية تتصف بالتراتبية والسلطوية وتتمثل بعلاقات السلطة بين الرجل والمرأة، وتتمتع هذه البنية الإجتماعية في بلادنا بالحصانة القانونية.
وأضافت، أن عدم توفير الأمان للنساء له علاقة بالإرادة السياسية وبالوعي المجتمعي لإشكالية العنف ضد النساء ولحقيقة واجب الدولة بتقديم الحماية الكاملة لمواطنيها بغض النظر عن جنسهم وألا تكون الدولة نفسها شريكة في إنتهاكات الحقوق الإنسانية للمرأة، لأنها لم تنتهج بكل الوسائل والتدابير الملائمة، سياسة حاسمة ترمي إلى التمتع الفعلي بكل الحقوق الإنسانية، فالعنف والتمييز ضد النساء يشكل إنتهاكاً لكرامة المرأة وتهديداً لسلامة الأسرة وإستقرارها وعائقاً أمام نمو المجتمع بسبب الحد من قدرة النساء على التمتع بالحقوق والحريات الإنسانية ومن قدراتهن على المشاركة الحقيقية والفعالة في عملية التنمية الشاملة بجعلهن مستهلكات لها فحسب، وهو يصبح أكثر فتكاً عندما يمارس بإسم القانون، عندها يعزز ثقافة التسلط والإقصاء داخل الأسرة ويؤدي إلى تنشئة جيل على قيم غير ديمقراطية تنتهك حقوق الإنسان على الرغم من إن القانون وضع لحماية الإنسان ومعاقبة من ينتهك قواعد العدالة والمساواة.
وتأتي هذه الندوة ضمن فعاليات وانشطة مشروع "تمكين المرأة سياسيا" الذي تستفيد منه اكثر 120 سيدة والذي تنفذه الجمعية في مراكزها الأربعة (بعلبك، العين، بيت شاما، والهرمل) وفي مركز جمعية جسور في عرسال وبلدية تلعباس الغربي في عكار ، وهو ممول من سفارة مملكة هولندا ويتضمن ورش مدنية حول المواطنية، المشاركة المدنية، حقوق المرأة، حقوق الإنسان والمدافعة، كما يتضمن تعليم السيدات اللغة الإنكليزية والإعلام الإجتماعي بالإضافة إلى أنشطة وندوات تثقيفية وتفاعلية.
No comments:
Post a Comment